Cookies management by TermsFeed Cookie Consent محاسبة استهلاك الموارد

القائمة الرئيسية

الصفحات

 أصبح جلياً أن ظروف العولمة ومتطلباتها أدت إلى تزايد التحديات التي تواجه منظمات الأعمال، حيث تتميز بيئة الأعمال في الوقت الحاضر بشده ضغوط المنافسة والتعامل مع عملاء ذوى احتياجات متعدد ومتخذي قرارات في جميع المستويات الإدارية في حاجه إلى معلومات ملائمة ودقيقه وفى الوقت المناسب.



 


ورغم تعدد وتباين نظم المعلومات التي يمكننا أن تساعد مخرجاتها في توفير الكثير من احتياجات الشركة بمختلف مستوياتها الإدارية من المعلومات اللازمة للقيام بوظائفها، مثل نظم معالجة العمليات ونظم المعلومات الإدارية ونظم دعم القرار والنظم الخبيرة ونظم معلومات الإدارة العليا ونظم ميكنة الأعمال. 



مما أجبر العديد من الشركات إلى الاتجاه نحو استثمار مبالغ ضخمة في تكنولوجيا المعلومات وبصورة خاصة في نظام تخطيط موارد المشروع Enterprise Resources Planning باعتبارها تمثل نظم معلومات متكاملة تغطى جميع جوانب النشاط بالشركة  ويعتبر نظام تخطيط موارد المشروع نظام متكامل يرتكز على استخدام الحاسب الآلي ويضم عمليات المنظمة ويتكون من مجموعة تطبيقات أو نماذج تقوم بتنفيذ مجموعة وظائف مثل المحاسبة، ورقابة المخزون، الإمداد والتوصيل، ويهدف إلى ميكنة جميع عمليات المنظمة ومشاركة جميع الإدارات في استخدام قاعدة بيانات واحدة وإنتاج معلومات فورية وحديثة. 


 


القصور في أنظمة التكاليف التقليدية

ومع التطورات التي حدثت في الفترة الماضية وقفت أمامها أنظمة محاسبة التكاليف التقليدية قاصرة عن تلبية متطلبات تلك التطورات مما أدى إلى القصور فى المعلومات التكاليفية، بل أصبح يمكن القول إن هذه الأنظمة أصبحت مضللة لمستخدميها ومن ثم أصبح لزاما البحث عن إيجاد حلول للمشاكل التي ترتبت على أنظمة محاسبة التكاليف التقليدية. لذا فقد اتجهت منشآت الخدمات حديثاً إلى تطبيق نظام التكاليف على أساس النشاط، خاصة وأنه لم يعد دور محاسبة التكاليف يقتصر على المنشآت الصناعية فقط والتي لعبت فيه دوراً بارزاً في ترشيد القرارات الإدارية، فقد امتد اهتمامها إلى ميادين أخرى لتساير تطور الحياة الاقتصادية ليشتمل على العديد من منشآت الخدمات ومنشآت القطاع العام، وبالرغم من المزايا التي استطاع نظام التكاليف على أساس النشاط توفيرها إلا أنه ظل هو الآخر عاجزاً عن توفير المعلومات الملائمة والدقيقة لمديري تلك المنشآت.

 



مفهوم نظام محاسبة استهلاك الموارد

ويعرف نظام محاسبة استهلاك الموارد (RCA) بأنه الجيل القادم من نظم إدارة التكلفة يمزج بين مزايا أهم نظامين عالميين هما مدخل التكلفة الألمانية، ومدخل التكلفة على أساس النشاط بهدف توفير معلومات تشغيلية أكثر دقة تساعد في تحليل التكلفة عند ادني مستويات التشغيل. وعرف أحد الكتاب نظام محاسبة استهلاك الموارد بأنه أداة محاسبية لإدارة التكلفة لتوفير المعلومات الملائمة عن كيفية الاستغلال الكفء للموارد المتاحة وتوظيف الطاقات العاطلة/ الفائضة وبما يسهم في زيادة الإنتاجية وتخفيض تكلفة المنتج وبالتالي زيادة أرباح المنظمة ودعم مركزها التنافسي. كما عرف نظام محاسبة استهلاك الموارد بأنه أداة لتقدير التكاليف الاستراتيجية  يدمج بين التكلفة الحدية في مدخل التكلفة الألمانية والأنشطة / العمليات في نظام التكلفة على أساس النشاط في إطار متكامل لإدارة الأداء.

 


وتقوم محاسبة استهلاك الموارد بإنتاج العديد من المعلومات سواء ارتبطت بمجال قياس التكلفة، الرقابة على عناصر التكاليف، عمليات التخطيط واتخاذ القرارات بما يمكنها من تحسين جودة المعلومات التكاليفية التي تفي بأبعاد الكفاءة والكفاية والفاعلية.

 


ويتميز مدخل محاسبة استهلاك الموارد بالتفصيل والشمول للإنتاج معلومات تفيد في دعم اتخاذ القرار وذلك لتعدد المستويات الإدارية والتنظيمية التي تخدمها، حيث يجمع هذا المدخل ما بين الاهتمام بالأجل القصير والآجل الطويل بما يوفره من معلومات تفيد في عمليات التخطيط والرقابة.

 


كما بدأ يظهر صورها في الواقع العملي بالشركات التي تريد البقاء والاستمرار والتنافس في السوق خاصة الشركات الصناعية بدول اليابان والولايات المتحدة الأمريكية ومعظم دول أوربا وجنوب شرق أسيا. والمحاسبة كنظام معلومات تعمل على جمع المعلومات المستمدة من نظم التكاليف مثل نظام التكاليف على أساس النشاط Activity-Based  Costing (ABC) ، ونظام التكاليف على أساس النشاط الموجهة بالوقت Time Driven Activity-Based (TDABC)، ونظام محاسبة التكاليف الألماني German Cost Accounting أو ما يطلق عليه( (GPK Grenzplankostenrechnung والذي استنتج من دمجهم معاً نظام أطلق عليه في الولايات المتحدة الأمريكية محاسبة استهلاك الموارد Resource Consumption Accounting (RCA الذى يتوقع أن يكون له تأثيراً كبيراً في فلسفة الإدارة.

 



دور محاسبة استهلاك الموارد في خفض التكلفة

بيان دور محاسبة استهلاك الموارد في خفض التكلفة في القطاع الخدمي كأحد البدائل لتطوير مداخل تخصيص التكاليف الإضافية، وكاستجابة للتغيرات البيئية الحديثة في المساعدة في ترشيد وإدارة الموارد الخاصة بمنشآت الخدمات:



1-تعاني بعض منشآت الخدمات من ضعف في أنظمة تكاليفية التي تساعدها على تحديد التكاليف بشكل دقيق ومن ثم التسعير الدقيق لخدماتها، كذلك تعتمد معظم منشآت الخدمات على الأسعار التنافسية عند التسعير غير أخذه في الاعتبار ظروف المنشآت الأخرى سواء من حيث الموارد وتكاليفها، وكذلك التكنولوجيا المستخدمة لذلك تعتبر أنظمة محاسبة التكاليف التقليدية القائمة التي تعتمد على تخصيص التكاليف الصناعية غير المباشرة بالاستناد إلى مسببات تستند على الحجم مضللة إلى مستخدميها، إضافة إلى اعتمادها على التقدير الشخصي لتحميل الكثير من عناصر التكاليف على الخدمات المستفيدة، لذلك لا يمكن الاعتماد عليه كأسلوب ملائم ومناسب لاتخاذ قرارات إدارية سليمة تفيد في عملية التسعير.

 


2-إن أنظمة محاسبة التكاليف من الركائز الأساسية لضمان ثبات النظام المالي لدى منشآت الخدمات وذلك لدورها بتزويد الإدارة وصانعي القرار بالمعلومات المالية وغير المالية لتمكنها من اتخاذ القرارات الإستراتيجية.

 


3-نجاح منشآت الخدمات يقاس إلى حد كبير بما تحققه من أرباح وذلك عن طريق محاولة الاستغلال الأمثل للطاقة المتاحة وترشيد استخدام الموارد وكذلك تخفيض التكاليف الخاصة بتقديم الخدمات، وذلك يأتي من خلال إنتاج وسائل علمية دقيقة لتحديد الموارد التي لا تضيف قيمة، وبالتالي العمل على تجنبها في حالة ما إذا كانت هذه الموارد مرنة، أو محاولة استغلال تلك الموارد أفضل استغلال ممكن في أداء خدمات أخرى إذا ما كانت هذه الموارد ملزمة كلما أمكن، ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال محاسبة استهلاك الموارد.

 


4-إن مدخل محاسبة استهلاك الموارد يساهم في الحد من المشاكل التي تواجهها كلاً من المداخل التقليدية لمحاسبة التكاليف، ومدخل التكلفة على أساس النشاط، ومدخل التكلفة على أساس النشاط الموجهة بالوقت وذلك في ترشيد إدارة الموارد عن طريق الإدارة السليمة ومحاولة استغلال الطاقة العاطلة، وتحديد التكاليف الخاصة بالخدمات التي تقدمها منشآت الخدمات بشكل دقيق، وكذلك توفير معلومات مفيدة تساعد في عملية الرقابة، وكذلك توفير معلومات للمساعدة في اتخاذ القرار وبالتالي تحقيق مزايا تنافسية لمنشآت الخدمات.

تعليقات

التنقل السريع