Cookies management by TermsFeed Cookie Consent أهمية ودور محاسبة التكاليف

القائمة الرئيسية

الصفحات

أهمية ودور محاسبة التكاليف


أهمية ودور محاسبة التكاليف
أهمية ودور محاسبة التكاليف




ولبيان أهمية ودور محاسبة التكاليف يتضح من أن تسعى الإدارة الحديثة لمختلف الوحدات الاقتصادية-بغض النظر عن طبيعة نشاطها- إلى تقديم منتج بأقل تكلفة ممكنة دون أن يؤثر ذلك سلباً على جودة المنتج؛ لتتمكن من الاستمرارية في نشاطها وقدرتها على المنافسة- خاصة مع انتشار العولمة وحرية التجارة، ويتأتى ذلك من خلال اتباع الإدارة أساليب تحقق تلك الأهداف، ومن بين هذه الأساليب محاسبة التكاليف التي تزود الإدارة بالمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات الخاصة لتحديد تكلفة المنتج وتسعيره والرقابة على عناصر التكلفة، والإداري الناجح هو من يعتمد الأسس الصحيحة والمقومات الدقيقة للعمليات المتعددة قبل البدء في تنفيذ المشروعات وحتى منذ اللحظة الأولى للتفكير بالقيام بأي مشروع صغيراً كان أو كبيراً على مستوى فرد أو جماعي، بحاجة ماسة لمعرفة تكاليف المشروع المزمع أنشاؤه، من هنا ومن منطلق الإلمام بمتطلبات العمل أو التخطيط أو الإشراف أو قيادة فرق التنفيذ والمشرفين على المشروعات والمؤسسات فهي ضرورة لا غنى عنها للإدارة الناجحة، فتوفر البيانات والمعلومات لأي عمل، خير عون للإدارات الناجحة التي تريد أن تصل مهامها إلى بلوغ الذروة من حيث الكفاءة والجدوى والفاعلية.

وتعد محاسبة التكاليف علماً وفناً من أكثر المجالات المعرفة التي ينبغي أن يحصل ويستثمر فيها جميع دارسي العلوم التجارية وقتهم وجهدهم بصفة خاصة، وأيضاً للكثير أن لم يكن لمعظم الدارسين للعلوم الأخرى مثل الهندسة والطب والسياحة وغيرها بصفة عامة. ويرجع السبب في ذلك إلى أن من أكثر العوامل المؤثرة على العديد من القرارات مثل التسعير والتوسع وتقييم الأداء والإغلاق، تعتمد بصورة أساسية على بيانات التكلفة وما يصاحبها من تحليلات ومفاهيم لا يستطيع استيعابها إلا الدارس والمتعمق، بل وفي كثير من الأحيان الحاصل على دراسات عليا في محاسبة التكاليف. كما تزداد أهمية دراسة محاسبة التكاليف في ظل اتباع وسيطرة المنظور الاستراتيجي لعمليات التخطيط والرقابة. كذلك تزداد أهمية محاسبة التكاليف في ظل ندرة الموارد الاقتصادية المتاحة، وارتفاع مستويات الأسعار، وتذبذب العلاقة بين العملة المحلية والعملات الأجنبية، بالإضافة الى السيطرة على البيانات التكاليفية على متغيرات عملية اتخاذ القرارات. 

واصطلاح تكلفة بمفرده لا يعني شيئاً، بل يجب أن يصحب هذا الاصطلاح صفة أخرى، كأن يذكر تكلفة تاريخية، تكلفة معيارية، تكلفة تقديرية، تكلفة مباشرة، تكلفة غير مباشرة، تكلفة كلية، تكلفة متوسطة، تكلفة قصيرة الآجل، تكلفة طويلة الآجل، تكلفة غارقة، تكلفة تفاضلية، تكلفة الفرصة البديلة، تكلفة حدية وغيرها من الصفات التي يمكن أن يوصف بها مصطلح التكلفة. 

إن كل وصف من الموصوفات السابقة له استخدام معين في محاسبة التكاليف، وهذا يمكنا من القول بأن هناك تكاليف مختلفة لأغراض مختلفة. بمعنى أكثر وضوحاً، أنه ربما تكون التكلفة الكلية لتصنيع وحدة منتج معين 12 جنية ويصلح هذا البيان لتقييم مخزون نهاية الفترة في الميزانية العمومية، بينما التكلفة المتغيرة لنفس الوحدة من المنتج والتي تصلح لتسعير وحدات يمكن بيعها في الخارج بمبلغ 8 جنية فقط، بل وإن سعر البيع في هذه الحالة قد يقتصر على 9 جنية فقط.

لم يعد الهدف من المحاسبة قاصرا على تسجيل العمليات المحاسبية للمنشأة وتحديد المركز المالي ، وتحديد نتائج هذه العمليات في صورة إجمالية . وإنما تطرق علم المحاسبة في القرن الأخير إلى العديد من المجالات الأخرى . 

وقد ظهرت محاسبة التكاليف كأحد الفروع المحاسبية المستخدمة لخدمة إدارة المنشآت في مجال التخطيط والتنفيذ ,الرقابة.  ويمكن القول أن محاسبة التكاليف موجود منذ عصر الفراعنة حيث كانوا يتبعون أنظمة وإجراءات خاصة للنشاط الزراعي والمعماري. وكذلك قصة سيدنا يوسف عليه السلام معروفة فيما يتعلق برقابته للمخزون في سنوات الرخاء تمهيدا لتوزيعه في السنوات العجاف. وفي الإسلام وضع عمر بن الخطاب ديوان بيت المال، وفصل بين الأصول الثابتة والمتداولة ( عروض قنية، عروض تجارة ) وعين طريقة حصر وضبط الزكاة العينية. وقد نشأت المحاسبة المالية في القرن الرابع العشر الميلادي عندما وضع الكاهن الإيطالي لوجا باتشيليو كتابه في القيد المزدوج.  وتعد محاسبة التكاليف فرع من فروع المحاسبة المالية نشأت الحاجة إليه نتيجة للتطور الصناعي وانتشار الأسواق التجارية ووجود المنافسة بين المشروعات، ولقصور المحاسبة المالية عن تقديم المعلومات الملائمة لأصحاب المشروعات لمساعدتها على اتخاذ قرارات رشيدة.

ويرجع قصور المحاسبة المالية عن مواجهة متطلبات أصحاب المشروعات إلى:
  1. أنها تهتم بالإجماليات دون التفصيلات. 
  2. تاريخية والمطلوب التخطيط للمستقبل ووضع تقديرات ما يمكن أن يكون عليه المستقبل. 
  3. تهتم بالتسجيل دون الحصر.
  4. تبرز نتيجة المنشأة عن كامل ( فترة مالية ) دون تحديد نتيجة الفترات الفرعية.
  5. عدم جدوى النتائج التي تقدمها للإدارة لأنها تقدم بعد مضي عام كامل أو أكثر بشهرين، مما يقلل من فاعلية النتائج وعدم إمكانية الرقابة .

وتعرف محاسبة التكاليف على انها علم يشتمل على مجموعة من المبادئ و الأسس المحاسبية اللازمة لتقدير وتجميع بيانات التكاليف وتحليلها وتبويبها بغرض تحديد تكلفة الوحدة المنتجة سواء كانت سلعة أو خدمة والرقابة عليها ومساعدة الإدارة في رسم السياسات الإنتاجية والتسويقية ، والاختيار من بين البدائل المتاحة لحل المشاكل الإدارية، مساعدة الإدارة في القيام بوظائفها من تخطيط وتنسيق ورقابة واتخاذ قرارات.


تعليقات

التنقل السريع