مفاهيم وأهداف المحاسبة الإدارية 

مفاهيم وأهداف المحاسبة الإدارية

مقدمة

أصبح النظر اليوم الي المحاسبة الإدارية من كونها إدارة إجرائية لأغراض تسجيل العمليات و الإفصاح عن النتائج الى كونها نظام للمعلومات يعمل مع بقية أنظمة المعلومات في المنشاة على امداد الإدارة بالمعلومات اللازمة لاتخاذ القرارات وفي نظام معلومات المحاسبة تتجسد جميع مكونات النظام من مدخلات و عمليات ومخرجات، حيث تتمثل مدخلات النظام في المعلومات المالية و غير المالية من داخل المنشاة ومن خارجها، ثم تنتقل هذه المدخلات الى مرحلة المعالجة بواسطة الأساليب و الطرائق و الوسائل المختلفة، وبعدها يتم التوصل الى المخرجات التي تقدم بواسطة تقارير مالية الى الجهات المستفيدة من داخل المنشاة او خارجها.

من هذا يمكن التوصل الى حقيقة مفادها ان المحاسبة هي خدمة تهدف الي تقديم معلومات للمستخدمين لتمكينهم من اتخاذ القرارات الاقتصادية الرشيدة وتعتبر المحاسبة الإدارية احد فروع المحاسبة التي تختص بتوفير معلومات لإدارة المنشاة لمساعدتها في أداء وظائفها المختلفة في مال التخطيط والرقابة واتخاذ القرارات.

إن ما يميز المحاسبة الإدارية عن غيرها من حقول المحاسبة الأخرى انها استطاعت استقصاء المعلومات التي تقدم بهدف احتياجات ومتطلبات الإدارة إليها و المنسجمة مع طبيعة القرارات ونمطها، و بالتالي فإن التركيز لا ينصب على الأسلوب الفني في عمليات التسجيل و اعداد القوائم المالية و إنما يظهر من خلال البحث عن افضل الوسائل التي تقدم للإدارة لمساعدتها في عمليات التخطيط و الرقابة و اتخاذ القرارات.

وعلى ذلك فقد ارتبطت بالمحاسبة الإدارية وسائل كثيرة تساعد في معالجة البيانات خدمة لمتخذي القرارات في المنشأة مع الإشارة الى أن انضمام المحاسبة الإدارية لا ينصب نحو تقديم معلومات مالية، وإنما توفير بعض المعلومات غير المالية خدمة لمتطلبات إدارات المنشأة المختلفة من أجل القيام بوظائفها.

مفاهيم المحاسبة الإدارية

لقد تعددت مفاهيم المحاسبة الإدارية، وتنوعت مفاهيمها ، ذلك بسبب شمولية هذا المفهوم ومواكبة التطورات التكنولوجية.

فقد عرفها بايون و ملر Miller,Bion: بأنها مجموعة من الوظائف المحاسبية التي تتعلق بإعداد المعلومات التي تمكن الإدارة من أداء وظائفها في مجال التخطيط والرقابة والتوجيه واتخاذ القرارات. 

يظهر هذا التعريف تكامل واضح بين دور المحاسبة الإدارية، ووظائف الإدارة المختلفة.

في حين يرى ويستن، وايرجين Westan, Ergene: أن المحاسبة الإدارية تبرز من خلال وظيفة التخطيط والرقابة ومسؤولية دعم الإدارة بالمعلومات اللازمة لتمكينها من توجيه النشاط الاقتصادي نحو الأفضل و بالتكلفة المناسبة.

وبالتالي فإن للمحاسبة الإدارية دوراً في دعم جهود الإدارة نحو تحقيق أفضل مستوى للنشاط الاقتصادي.

في حين يرى هور نكرن Horngren: بأن المحاسبة الإدارية تهتم بتجهيز البيانات و المعلومات التي يتم استخدامها بدور واسع في عمليات التخطيط والرقابة وصنع القرارات لتحقيق اقصى الأرباح. وبذلك يظهر هذا التعريف للمحاسبة الإدارية الاثار المتحققة من البيانات و المعلومات التي تقدمها ودورها في تحقيق الأرباح.

ومن خلال المفاهيم التي وردت للمحاسبة الإدارية يمكن تحديد الاعتبارات الاتية:

• 1- إن شمولية أهداف المحاسبة الإدارية تركت أثراً على عدم تحديد تعريف ثابت ومحدد لهذا الفرع المحاسبي.
• 2- إن هناك اتفاقاً بشأن تداخل وظائف المحاسبة الإدارية مع وظائف الإدارة في مجال التخطيط والرقابة والتوجيه واتخاذ القرارات.
• 3- المحاسبة الإدارية تهدف الى خدمة مستويات الإدارة المختلفة داخل الوحدة الاقتصادية.
• 4- إن المحاسبة الإدارية تستخدم كافة المفاهيم و المبادئ الإدارية و المحاسبية، وتستخدم وسائل مختلفة لتوفير المعلومات وتصنيفها فق احتياجات مستخدميها.
• 5- ينبغي مراعاة توفير المعلومات بالتكلفة المناسبة، وذلك تحقيقا لمبدأ المنفعة والتكلفة ،وأن تكون المنافع المتحققة أكثر من تكلفة معالجة البيانات.

أهداف المحاسبة الإدارية

من المعلوم أن الوظائف الأساسية للإدارة تتجسد من خلال مجالات عدة، منها: التخطيط والتنسيق والرقابة واتخاذ القرارات، ولأجل تنفيذ هذه الوظائف بشكل فاعل فإن الإدارة بحاجة الي معلومات ملائمة تمكنها من أداء هذه الوظائف. وهنا يبرز دور المحاسبة الإدارية، كونها الأداة التي تسهم في توفير بعض هذه المعلومات. وهذا يعني أن المحاسبة الإدارية هدفها الأساس هو خدمة إدارة المنشآت، و بذلك فإنها تستعين بأساليب كثيرة منها ما يتعلق بالبيانات التي تقدمها المحاسبة المالية أو محاسبة التكاليف، أو أساليب إحصائية ورياضية مختلفة، وكذلك بحوث العمليات للقيام بمهامها المختلفة. وعليه فإنه يمكن حصر أهداف المحاسبة الإدارية ومجالاتها والتي سعى الى تحقيقها من خلال الآتي:

1- توفير المعلومات الملائمة لعملية التخطيط و اتخاذ القرارات.

التخطيط يعني تحديد مسبق للأهداف والطريقة التي يتم بموجبها بلوغ تلك الأهداف مع تحديد الإمكانات المادية والبشرية المتاحة واستخذاها بصورة مثلى لبلوغ تلك الأهداف.

وتدعم المحاسبة الإدارية، إدارة المنشأة في هذه العملية من خلال تحديد تلك الأهداف وترجمتها الي صورة كمية بواسطة أساليب محاسبية وإحصائية وغيرها، وقد يتطلب الأمر التنبؤ ببعض المؤشرات ذات العلاقة بتلك الأهداف، بالإضافة الى تحديد الموارد المطلوبة في قوائم تفصيلية تؤمن توضيحاً للاحتياجات المستقبلية المرتبطة ببلوغ تلك الأهداف.

أما بخصوص عملية اتخاذ القرارات فإن الأمر مرتبط بترتيب البدائل والوقوف على أفضلها. والتي من شأنها دعم عملية القرارات وتوفير المعلومات الملائمة التي تساعد على تحقيق هذا النشاط.

2- تمكين الإدارة من توجيه الأداء ورقابته.

إن الرقابة هي عملية مقارنة الأداء الفعلي بالخطط وتحديد الانحرافات واتخاذ القرار بشأن تصحيح تلك الانجرافات، وعليه فإن دور المحاسبة الإدارية يبرز في نشاط الرقابة من خلال تحديد الانحرافات و دراستها و تحليل أسبابها ، وذلك بواسطة عمليات فاعلة في مراقبة كفاءة الأداء وجودة التنفيذ وفاعليه ، وتلعب بيانات التكاليف دور مهاً في هذا المجال.

3- التحفيز.

إن عامل الدافعية لدى الموظفين في المنشأة له اثر على تحقيق الأهداف وينعكس ذلك على كفاءة الأداء و تلعب المحاسبة الإدارية دوراً فاعلاً في تأكيد هذا النشاط من خلال ربط الأداء بالحافز و بالتالي دفع المكافآت التشجيعية للعاملين، فضلاً عن قيام المحاسبة الإدارية بقياس كفاءة الأفراد من خلال ما يتعلق بتطبيق إجراءات محاسبة المسؤولية وتقييم الأداء أو بواسطة الموازنات التقديرية.

4- توفير التقارير الملائمة للإدارة.

إن للمعلومات أترا كبيرا في دعم أنشطة الإدارة ووظائفها المختلفة و يتحقق ذلك من خلال قدرة الإدارة على تحقيق استغلال أفضل للمعلومات وتعزيز المنفعة منها مقارنة بكلفة أعدادها.

ومن ثم فإن جودة تلك التقارير تساعد في إنجاز العديد من الوظائف منها ما يتعلق بعمليات اتخاذ القرارات التي تؤمن معالجة أوضاع مرتبطة بعمليات انحراف عن تنفيذ الخطة. فضلاً عن أن تحقيق أنشطة الإدارة ووظائفها في المنشأة تعتمد على كفاية المعلومات وجودتها، والتي تتضمنها التقارير المختلفة.

5- التنسيق بين أنشطة المنشأة المختلفة ووظائفها.

تقوم المنشأة على العديد من الأنشطة والوظائف المختلفة، وتعمل تلك الأنشطة بصورة متوافقة من أجل الأهداف الرئيسية للمنشأة، ويتطلب أداء تلك الأنشطة مستوى قبولاً من التنسيق بينها. وتلعب المحاسبة الإدارية دوراً مهماً في عملية التنسيق بين تلك الأنشطة من خلال الموازنات التخطيطية وتقارير الأداء وغيرها.